المرأة الطفل...

من طرف بشرى الخميس مارس 25, 2010 12:19 pm

تمر الأسرة السعودية المعاصرة بأزمة لا تنحصر مظاهرها في ارتفاع نسب الطلاق فحسب، ولكن أيضا في نسب الاطفال الذين يتعرضون للاعتداء، إذ تشير دراسة أجراها مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية إلى أن 45 % من الأطفال السعوديين يتعرضون لصورة من صور الإيذاء النفسي يليه الإيذاء البدني في حياتهم اليومية، وأن 21% من الأطفال يتعرضون لهذا الإيذاء بشكل دائم، ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء، يليه الإيذاء البدني، ومن أكثر صور الإيذاء البدني الضرب المبرح للأطفال بنسبة 21 % يليه تعرض الطفل للصفع بنسبة 20 % ثم القذف بالأشياء التي في متناول اليد 19%.
ولتحقيق الخلاص من هذا العنف وإغلاق مساراته، فإن على المجتمع بكافة شرائحه ومؤسساته أن يتصدى لهذه الظاهرة، فلا بد من إنشاء مؤسسات علمية وفاعلة تهتم بشؤون الأسرة تتبنى برامج وقاية وفعاليات قادرة للوصول إلى كل بيت، مؤسسات لا تنتظر حدوث العنف لتعالجه بقدر ما تسعى إلى منع حدوثه.
وإذا ما انتقلنا من حال الطفل إلى أوضاع المرأة فيمكن القول: إن الكيان التقليدي للأسرة يتعرض إلى الكثير من التحولات، فما حققته المرأة في مجالي التعليم والعمل أحدث تأثيرا في العلاقة التقليدية بين الزوجين، وبصورة خاصة ما يتصل بطموح المرأة واستقلاليتها، وعجز شريحة من الأزواج عن تفهم تلك المتغيرات وإعادة تقويم موروثهم الاجتماعي من حيث الاستئثار بالقرار الأسري والهيمنة الاقتصادية وحل إشكالية الشعور بالتفوق الذكوري، كل هذه العوامل وغيرها نحتاج لكي نستوعبها ونتعامل معها كحقائق عصرية إلى حالة من الوعي الاجتماعي الشامل تسهم في تحقيقه مؤسسات ذات طبيعة تخصصية في شؤون الأسرة، إذ على الشباب من الجنسين إدراك أن استعادة الأسرة التقليدية بنمطيتها التي كانت سائدة حتى وقت قريب أمر يتصف بقدر كبير من الصعوبة، بل أشبه ما يكون بمحاولة إرجاع عجلة الزمن إلى الخلف أو التجديف ضد تيار الحياة.
وباختصار: إذا كانت سلامة الأسرة تعني سلامة المجتمع فإن ما نقدمه من جهد حاليا لا يكفي لتحقيق هدف الصحة النفسية للأسرة السعودية بأمنها وأمانها، خاصة أن بعض تلك الأسر تعيش على صفيح ساخن نتيجة التسلط الذكوري على مكونات الاسرة بناسها وقراراتها ومصائرها.
وإذا كان الحديث هنا قد اقتصر على الأسرة السعودية، فإنه يحسن القول: إن حال الأسرة السعودية لا يختلف كثيرا عن حال الأس