توئمة الارواح

من طرف سالم السبت مارس 10, 2012 11:45 am

أرى عَجبا في روحَينِ تلاقيا..وَبينهما بعدٌ شاهقُ العنانِ
تُقلعُ الروحين مِن غير موعدٍ ..نَحو أُفقِ الخيال فَتلتقيانِ
كأنّ البُعد بينهما لَم يَـكن..وَكأنّ المَسافة أَضحت بِالثّواني
فَتظنُ أَن بينهما رسولا....يُجاري سُرعة ضوءِ الزمانِ
وَالكلامُ في حوارهم عدمٌ..فترى الخطابَ بليغاً بغيرِ اللسانِ
والحروفُ قطعٌ من التناجي...تزينت ولبست وشاح الألوانِ
تروح وتغدو بين الثنايا.... و ترنُو فيردها صدى القلبانِ
وإن روحٌ منهما تفَوهتْ... أجابتها الأخرى قبل الأوانِ
وليس بعجيب هو الأمرُ... فما بينهما فكرٌ وليس فكرانِ
وما تـُفَرقُ بينهما ولو.... بقيتَ الدّهر َتحرسُ الفرق بإمعانِ
حتى تُقسمَ أنهما روحٌ... إنقسمت لشطرينِ في الوجدانِ
في بَهوِ حديقة الغيمِ بيتٌ...هو المأوى حين يجتمعانِ
والوردُ من حوله نجومٌ....يعبقُ نورها مجلس الجنانِ
والشجرُ يحفُ جانبيهِ زُمرا...ثمـارهُ أحاسيسٌ دواني
والهلال من فرط تنصته...غفاه النعاسُ بما يحكـيانِ
ترى في موعدهم أوراقا...بيضاءَ غطتْ ساحة المكانِ
وتُبصرُ في اللقاء سحرا...من جنـةٍ غضةِ الأفنانِ
كأن مكان الموعد لوحة...كيف ما يحبانـها فيرسمانِ
والنادلُ بين الجمعين همسٌ...لا تراه العينُ أو تلمسه اليدانِ
يُقَلبُ الرسائل بكفيه سِرا...ويفكُ رموز الهمسِ والمعاني
وكلما ظنّ أنه فك شطرا...زاد في الشطر لغزٌ وعقدتانِ
فيخافُ ما يُداول بينهما...ومن ثِقل ما تحمله الكفـَّانِ
ويحملُ وهو يجهلُ حَملهُ...أسعادةً أحملُ أم الحِـزانِ ؟
فيا نادلا لا تخشى حملكَ...وأنت تطوف السبعَ والثماني
فإنـّهُ رغم البعاد عذبٌ...ورغم الثقال خفيفُ الميزانِ
أرواحٌ من غير لقاءٍ تلاقت....وكم من روحٍ لها توأمٌ ثاني
فمن قال أنّ العينَ شاهدٌ....وأن القلم سلطان القولِ والبيانِ
فخبّـرهُ أن الروحين تعانقا...و وقـع اللقـاءُ بغير الإثنانِ..؟