هَالحَرفين مُشْ أكثر!!

بهذين الحرفين نَحتفل هذه الأيام بعيد الحُب لنتصدى لجيوش الكُره تقتحم علينا عيشنا وتُكدّره .. ففي «حاء» الحب حِسٌّ، وحُسنٌ، وحلاوة، ثم حِلمٌ وحُلْم،وحرارة وحنان وحرية، ومنهم تشكلت حواءُ .. أما «باؤه» فبِرٌ وبساطة وبراءة ثم بهاء.
«هالحرفين مش أكثر» .. على رأي «وديع الصافي»، يكمن فيهما سحر الكون .. فالحب يحوّل سواد العالم بياضاً، وكآبته فرحاً، وحزنه سعادة، وحبسه فضاء، وبرودته دفئاً، وحرارته نعيما، وحربه سلاماً، وبُلبله شاديا .. !!.
«هالحرفين مش أكثر» يقلبان الدنيا رأساً على عقب، من يغمر قلبه بالحب تتلون الدُنيا في نظره، تتحول فيه الشجرة إلى غابة، والكوخ إلى قصر، واللُّقمة إلى وليمة، والساقية إلى بحر.. يلمس بعصاه السحرية الأشياء التافهة فيبعث فيها الحياة ويُخرجها عن صمتها فتبدو أكثر جمالاً، وأعمّ خيراً ..
الحُب هو معزوفة الكون الأبدية .. خشخشة الورق على الأغصان، بوح النسمة للعشاق، غزل الربيع للورد، غرغرة الطفل بالكلمة الأولى .. هو الكلمة التي تُقال ولا تُقال .. والقصيدة المقروءة في العيون، واللغة التي يفهمها الحجر والشجر والبشر .. الحب نسيم من نسائم الفردوس .. إن عيشة لا حب فيها هي جدول لا ماءَ فيه، هكذا غنّاها «صباح فخري» في «خَمرة الحُب» وإذا كان الله كمال السماء فالحب كمال الإنسان .. يبلغ الحب القمّة متى تنازلت المرأة عن عنادها، والرجل عن كبريائه .. من أجمل ما قيل عن الحب قول لـــ «فكتور هوجو»: لولا المحبين في هذه الحياة لفقدت الشمس نورها ونارها .. إذا كنت حجراً فكن صوّاناً، وإذا كنت نباتاً فكُن زهرة، وإذا كنت إنساناً فكن حبّاً ..
إطمئني سيدتي لقد أكرمك «فولتير» حين أنصفك ومَيَزكِ عن الرجل قائلاً: الحب جزء من حياة الرجل ولكنه كلّ حياة المرأة ..
والحب مهما قلت في تعريفه يزداد تنكيراً مع التعريف .. !!
كل عام وأنتِ .. وسيدتي، وسيدي بألف حب !!